حرف الخاء
خاشعة ـ هامدة
• تدور مادة "خ
ش ع" حول معنى السكون والضعف: يقال: خشع سنام البعير: إذا أثَّر فيه الهزال،
وخشع الجدار: إذا سقط واستوى مع الأرض، وكل ساكنٍ يقال له: خاشع.
• وتدور مادة "هـ م د"حول معنى: السكون وانطفاء
النار، ويعبَّر به عن الموت، وفى الحديث الشريف: "حتى كاد يهمد من الجوع" أى يهلك.
وقد ورد اللفظان "خاشعة ـ هامدة" فى آيتين للتعبير عن
جدب الأرض وعدم إنباتها، وهما قول الله عز وجل:
- {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً
فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي
أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
فصلت/39.
- {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا
عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}
الحج/5.
سياق آية فصلت يُرَاد بِه الإشارة إلى البعث وإحياء الموتى بقدرة الله عز
وجل، الذى يحوِّل الأرض "الخاشعة" الساكنة إلى حال
أخرى من الاهتزاز والنَّماء والخصب؛ فكان لفظ الخشوع أَلْيَق بمقام لفت الأنظار إلى
البعث والنشور وآيات الله المستحِقِّ للعبادة والتوحيد سبحانه وتعالى.
أما سياق آية الحج فيُرَاد به الإشارة إلى بعض آيات الله المشاهدة فى جمال خَلْقه،
وعظيم قدرته فى تحويل الأرض "الهامدة" ـ أى الميتة ـ
إلى حدائق ذات بهجة وحياة. فكان لفظ الهمود أنسب هنا؛ لإظهار التقابل بين الموت
والحياة المزدهرة.
• ونخلص مما سبق إلى أن لفظى "خاشعة ـ هامدة" بينهما
تقارب دلالىّ؛ حيث إنهما يشتركان فى معنى عامٍّ هو: السكون والضعف والجدب، ويختص
لفظ "خاشعة" بوروده فى سياق لفت الأنظار إلى البعث
والنشور وآيات الله المستحِقِّ للعبادة والتوحيد سبحانه وتعالى.
• بينما يختص لفظ "هامدة" بملمح إظهار التقابل بين
الموت والحياة المزدهرة.
|
|