حرف الخاء
الإخبات ـ الخشوع ـ الخضوع ـ التضرُّع ـ القنوت
• أصل مادة
"خ ب ت":
اللِّين والاطمئنان، فالخَبْتُ: ما اطمأنَّ من الأرض واتسع، والخَفِىُّ من الأرض،
ويقال خَبَتَ ذكرُه إذا خَفِىَ، ومنه المخُبِت من الناس، أى المتواضع
[1].
• وأصل مادة "خ ش ع":
التَّطَامُن، يقال: خشع، إذا تطامَنَ وطأطأ رأسَه[2].
وخشع: رَمَى ببصره نحو الأرض وغَضَّه وخفض صوته، والخشوع فى الصوت والبصر كالخضوع
فى البدن[3].
• وأصل مادة "خ ض ع":
التواضع والتَّطامُن، ويكون فى البدن كُلِّه[4].
• وأصل مادة "ض ر ع":
اللِّين والضعف، يقال: رجلٌ ضَرَعٌ أى ضعيف، وغلام ضارع: ضعيف نحيف، والتضرُّع:
التذلُّل[5].
• وأصل مادة "ق ن ت":
الطاعة، ثم سُمِّىَ كلُّ استقامةٍ فى طريق الدين قُنُوتًا[6].
هكذا تتقارب معانى هذه الألفاظ، حيث تشترك جميعها فى معنى اللين والتطامن:، وينفرد
كلٌّ منها بملمح فارق على النحو التالى:
o ينفرد الإخبات بملمح الخفاء.
o وينفرد الخشوع بظهور أثر ذلك فى الصوت والبصر.
o وينفرد الخضوع بظهور أثر ذلك فى البدن كله.
o وينفرد التضرُّع بملمح التذلُّل.
o وينفرد القنوت بملمح الطاعة والاستقامة.
وفيما يلى عرض لسياقات هذه الألفاظ فى القرآن الحكيم.
• الإخبات:
وردت هذه الكلمة فى القرآن الكريم ثلاث مرات، فى الآيات التالية:
- {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ} هود/23.
- {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا
لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ
فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ *
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا
أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}
الحج/34-35.
- {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ}
الحج/54.
الإخبات فى القرآن الكريم يتضمن معانى كثيرة: الاطمئنان، والسكينة، واللين
والتواضع، وخشية الله، وطاعته عز وجل، والاستمرار على هذا[7].
يقول الشيخ الطاهر بن عاشور:
"المُخْبِتُ: المتواضع الذى لا تكبُّر عنده، وأصل
المُخْبِت: مَنْ سَلَكَ الخَبْتَ، وهو المكان المنخفض، ثم استُعِير للمتواضع كأنه
سلَكَ نَفْسَه فى الانخفاض، والمراد به هنا: المؤمنون؛ لأن التواضع من شِيَمِهم كما
كان التكبر من سمات المشركين ... وقد أتبع صفة "المخبتين"
بأربع صفات وهى: وجل القلوب عند ذكر الله، والصبر على الأذى فى سبيله، وإقامة
الصلاة، والإنفاق. وكل هذه الصفات الأربع مظاهر للتواضع"[8].
• فالإخبات ـ إذن ـ يتضمَّن:
• الطمأنينة، التواضع، الخوف من الله، طاعة الله، والمداومة على ذلك.
o الخشوع:
وردت مادة "خ ش ع"
فى القرآن الكريم سبع عشرة مرة، ومن ذلك الآيات التالية:
1- {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا
لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو
رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}
البقرة/45-46.
2- {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ
وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} الإسراء/109.
3- {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا
تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} طه/108.
4- {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ
خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ
الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
فصلت/39.
5- {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى
شَيْءٍ نُكُرٍ * خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ
جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} القمر/6-7.
6- {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}
الحديد/16.
7- {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ} الغاشية/1-2.
استُعْمِل الخشوعُ وصفًا عامًّا للإنسان كما فى الشاهدين الأول والثانى.
واستُعْمِل وصفًا للأصوات كما فى الشاهد الثالث، واستُعْمِل وصفًا للأرض كما فى
الشاهد الرابع، واستُعملَ وصفًا للأبصار كما فى الشاهد الخامس، واستُعمِلَ وصفًا
للقلوب كما فى الشاهد السادس، واستُعمِلَ وصفًا للوجوه كما فى الشاهد السابع. وفى
هذا إشارة إلى تعدُّد صور الخشوع.
وقد فَسَّر عامَّة المفسرين الخشوع تبعًا لأصله اللغوى، وهو الانخفاض والتطامن
والتواضع والسكون والخوف من الله عز وجل[9].
قال الشيخ الطاهر بن عاشور بعد أن أورد الأصل اللغوى للخشوع:
"وهو "أى الخشوع": سكون
وانقباضٌ عن التوجُّه إلى الإبَايَةِ والعصيان. والمراد بالخاشع هنا: الذى ذلَّل
نفسَه وكَسَرَ سَوْرَتها وعوَّدها أن تطمئنَّ إلى أمر الله .. وقد وصف الله عز وجل
"الخاشعين" بأنهم {الَّذِينَ
يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}
البقرة/46، وهى صلة لها مزيد اتصالٍ بمعنى الخشوع، ففيها معنى التفسير للخاشعين،
ومعنى بيان منشأ خشوعهم"[10].
أمَّا الخشوع فى صفة الأرض فهو مجاز، شُبِّهت الأرض حال جَدْبها بشخص كاسف البالِ
رثِّ الثياب ذليل[11].
واستعمال الخشوع وصفًا للقلوب معناه: رقَّة القلوب ولِينها وخشيتها لله عز وجل[12].
واستعماله فى الصوت كناية عن انخفاضه وخفائه من هيبة الله عز وجل[13].
واستعماله صفًا للأجزاء من البدن كالأبصار والوجوه دليل على أن الخشوع محلُّه
القلب، وتظهر آثاره على البدن والجوارح، ويصاحبه سكون وتواضع وخشية لله عز وجل[14].
• فالخشوع يتضمن: التواضع، السكون، رقة القلب، خشية الله عز وجل، ظهور آثار ذلك فى
الصوت والبدن.
o الخضوع:
ورد الخضوع فى القرآن الكريم مرتين، فى الآيتين التاليتين:
- {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً
فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}
الشعراء/4.
- {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ
النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي
فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}
الأحزاب/32.
خضوع الأعناق
عبارة عن الذل والانقياد[15].
والخضوع بالقول: ترقيق الكلام وتليينه[16].
وجمع الشيخ الطاهر بين المعنيين بقوله: "النساء فى كلامهِنَّ رقَّةٌ طبيعيَّة، وقد
يكون فى بعضهنَّ من اللَّطَافة ولين النفس ما إذا انْضَمَّ إلى لِينها الجِبِلِّىِّ
قَرُبَتْ هيئته من هيئة التذلُّل ... فالخضوع حقيقته التذلُّل، وأُطلِق هنا على
الرقة لمشابهتها التذلُّل"[17].
• فالخضوع ـ إذن ـ يتضمَّن:
التذلُّل، والضعف، والانقياد، وظهور آثار ذلك فى الصوت والبدن.
o التَّضَرُّع:
ورد التضرُّع فى القرآن الكريم سبع مرات، منها:
- {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ
فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ *
فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
الأنعام/42-43.
- {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ
لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} الأنعام/63.
- {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا
وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ
مِنَ الْغَافِلِينَ} الأعراف/205.
التضرُّع: التذلُّل[18]،
والسياقات القرآنية للتضرُّع ربطت بينه وبين مواطن البأس والخوف والعذاب كما فى
آيات: "الأنعام/42-43،
المؤمنون/76، الأعراف/94، 205".
وربطت بينه وبين الخفاء كما فى آيتى: "الأنعام/63،
الأعراف/55".
• وهذا يعنى أن التضرُّع يكون فى أمر شديد لا يُرَدُّ بأسُه وشدتُه، عندئذٍ يفزع
الإنسان فيتضرّع إلى الله عز وجل "أى يبالغ فى التذلُّل"،
ويكون لهذا التذلُّل أثر فى صوته المرتجف بالدعاء، فيخفض صوته ويُخفيه لشدة الهَوْل
والشعور بالذلَّة لله عز وجل. وعلى هذا فالتضرع يتضمن:
• التذلُّل، فى وقت الشدَّة، الخوف، ظهور أثر ذلك فى الصوت.
o القنوت:
تكرر ذكر القُنوت فى القرآن الكريم ثلاث عشرة مرة، ومن ذلك الآيات التالية:
- {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}
البقرة/116.
- {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي
وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} آل عمران/43.
- {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا
كَرِيمًا} الأحزاب/31.
- {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا
وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو
الْأَلْبَابِ} الزمر/9.
تعدَّدت معانى القنوت بتعدُّد سياقاتها فى القرآن الكريم، فمرَّةً يرد بمعنى
السكوت، ومرة بمعنى الطاعة والعبادة، ومرَّة بمعنى الانقياد، وبكل واحدٍ من هذه
المعانى فُسِّرقول الله :عز وجل[19]
{وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}
البقرة/238.
ومرةً يرد القنوت بمعنى الدعاء المعروف فى صلاة الصبح والتراويح[20]؛
وربط الزمخشرى معنى دعاء الوتر بمعنى القيام؛ لأن المصلِّى يدعو قائمًا[21].
وجمع ابن الأنبارى معانى القنوت بقوله: "القنوت فى اللغة ينقسم إلى أربعة أقسام:
الصلاة، وطول القيام، وإقامة الطاعة، والسكوت"[22].
• وعلى هذا فالقنوت يتضمن:
الطاعة، الصلاة، طول القيام فى الصلاة، الدعاء المعروف فى الصبح والوتر، السكوت.
وكل هذا يشمله معنى الطاعة والانقياد.
• ونخلص مما سبق إلى أن هذه الألفاظ "الإخبات
ـ الخشوع ـ الخضوع ـ التضرُّع ـ القنوت" هى ألفاظ
متقاربة المعانى، إذ يجمعها ملمح دلالىٌّ مشترك هو امتثال أمر الله عز وجل.
وهناك ملامح يشترك فيها بعض هذه الألفاظ دون بعضها الآخر. وهناك ملامح فارقة
يتميَّز بها كل لفظ من هذه الألفاظ، على النحو التالى:
• يتميَّز الإخبات بملمح الخفاء.
• ويتميَّز الخشوع بظهور أثر ذلك فى الصوت والبصر.
• ويتميَّز الخضوع بظهور أثر ذلك فى البدن كله.
• ويتميَّز التضرُّع بملمح التذلُّل.
• ويتميَّز القنوت بملمح الطاعة والاستقامة.
*************************
[1]
اللسان (خ ب ت).
[2]
مقاييس اللغة، اللسان (خ ش ع).
[3]
النهاية، اللسان (خ ش ع).
[4]
مقاييس اللغة، اللسان (خ ش ع، خ ض ع).
[5]
مقاييس اللغة، اللسان (ض ر ع).
[6]
المحكم، مقاييس اللغة، اللسان (ق ن ت).
[7]
انظر: معانى القرآن للفرَّاء 2/9-10، الكشاف
2/264، 3/14، القرطبى
9/21، مفردات الأصفهانى، عمدة الحفاظ (خ
ب ت)، العمدة فى غريب القرآن، ص154.
[8]
التحرير والتنوير 17/260-261.
[9]
الكشاف 2/469، تفسير القرطبى
1/374، البحر المحيط 1/185،
6/89.
[10]
التحرير والتنوير 1/480.
[11]
الكشاف 3/454، التحرير والتنوير
24/302.
[12]
الكشاف 4/64.
[13]
الكشاف 3/554، البحر المحيط
6/280.
[14]
انظر: مفردات الأصفهانى، عمدة الحفاظ (خ ش ع).
[15]
الكشاف 3/104، عمدة الحفاظ (خ
ش ع).
[16]
معانى القرآن للفراء 2/342، الكشاف
3/260، عمدة الحفاظ (خ ض ع).
[17]
التحرير والتنوير 22/8.
[18]
الكشاف 2/18، 19، 83؛ البحر المحيط
4/130، التحرير والتنوير
7 /227، 281.
[19]
انظر: صحيح البخارى، كتاب الصلاة، باب ما ينهى من الكلام فى الصلاة، كتاب التفسير،
تفسير سورة البقرة؛ صحيح مسلم، كتاب المساجد، رقم 539،
مفردات الأصفهانى، عمدة الحُفَّاظ (ق ن ت)، الكشاف
1/307، 1/524، 3/259.
[20]
انظر: عمدة الحفاظ (ق ن ت).
[21]
الكشاف 3/90.
[22]
النهاية لابن الأثير (ق ن ت).
|