حرف الباء
البرهان ـ الحُجَّة ـ الدليل
• البرهان فى
اللغة: فارسىٌّ معرَّب، أصلُه "بران"
أى: اقطع ذلك الشىء
[1].
واشتُقَّ لمعنى: الحجة الفاصلة القاطعة التى تقتضى الصدق المؤكَّد والدليل الذى لا
شكَّ فيه
[2].
• والحُجَّة فى اللغة: مأخوذة من الحَجِّ ـ أى القصد ـ لأداء معنى: الوجه الذى يكون
به الظَّفَر عند الخصومة
[3].
• والدليل فى اللغة: الهادى الذى يُهْتَدَى به
[4].
وتشترك هذه الألفاظ جميعًا فى معنى: الوضوح والفصل والتمييز.
وقد راعَى الاستعمال القرآنى تدرُّج المعانى فى هذه الألفاظ، فاستعمل البرهان
بمعنى: الحجة الفاصلة التى تقتضى الصدق المؤكَّد، والدليل الذى لا شكَّ فيه، كما فى
قول الله تعالى:
- {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
البقرة/111.
- {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا
بُرْهَانَكُمْ} الأنبياء/24.
- {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} النمل/64.
واستعمل الحُجَّة بمعنى: الدليل المُبَيِّن للمحَجَّة ـ أى القصد المستقيم ـ
فى مواجهة خصم مخالف معاند
[5]،
كما فى قوله عز وجل:
- {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ}
الأنعام/149.
وأمَّا الدليل فقد استُعمِل فى القرآن الكريم بمعنى: العلامة التى يُهْتَدَى
بها
[6]،
كما فى قول الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ
مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ
عَلَيْهِ دَلِيلًا} الفرقان/45.
ونخلُص مما سبق إلى أن:
• البرهان: الحجة الفاصلة والدليل الذى لا شك فيه.
• الحجة: الدليل الذى يستخدم فى مواجهة خصم.
• الدليل: العلامة المبيِّنة لصدق الدعوى.
ويشترك الثلاثة فى ملمح الوضوح والصدق، بينما تختلف هذه الألفاظ فى فروق دلالية
دقيقة:
• فالبرهان: أخص من الدليل والحجة؛ لتوكيده بصفة القطعية واليقين.
• والحجة: أخص من الدليل؛ خُصِّصت بملمح: مواجهة الخصم.
• والدليل: أعمُّ هذه الألفاظ الثلاثة، وهو بمعنى: العلامة التى تُرشِد وتَهْدِى.
*************************
[1]
المعرب للجواليقى (ب ر هـ).
[2]
تهذيب اللغة، اللسان (ب ر هـ ن).
[3]
تهذيب اللغة (ح ج ج).
[4]
اللسان (د ل ل).
[5]
التحرير والتنوير 3/46.
[6]
الكشاف 3/94.
|
|