تنوع-الإسم-الموصول
بعد الذى جاءك ـ بعد ما جاءك ـ من بعد ما جاءك
قول الله عز وجل
فى موضعين من سورة البقرة:
- {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي
جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}البقرة/120.
- {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ
مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ}البقرة/145.
وقال الله عز وجل فى سورة الرعد:
- {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ
مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ}الرعد/
37.
• الاسم الموصول "الذى" أبلغ فى التعريف
والوصف والاستغراق من الاسم الموصول "ما"؛ لذلك جاء
فى الآية الأولى؛ لأنها تضمنت اتباع عموم أهوائهم فى كل ما كانوا عليه من الباطل،
والآية تبدأ بقوله عز وجل: - {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ
الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}.
أى: تتبعهم فى كل أمرهم، فجاء فى عَجُز الآية أكثر الألفاظ عمومًا وشمولًا وتعريفًا
وهو "الذى"، دون أن يُسبَق بحرف "مِنْ"
الدالِّ على الابتداء.
• وجاء الاسم الموصول "ما" فى آية البقرة رقم (145)؛
لأنها لا تتضمن العموم والشمول كالآية الأولى، بل أُرِيدَ بها اتباع بعض أهوائهم،
وهو اتباع القبلة، والمراد: من بعد ما جاءك من العلم بأن قبلة الله هى الكعبة، وهذا
بعض من العلم؛ فناسبه "ما". وجاءت "مِنْ"
الدالة على ابتداء الغاية لأن تقدير الكلام: ولئن اتبعت أهواءهم "فى
شأن القبلة" من الوقت الذى جاءك فيه العلم بها.
• وفى سورة الرعد جاء الاسم الموصول "ما" أيضًا؛ لأن
المراد: بعد ما جاءك من العلم فى ذلك البعض الذى أنكروه، وقد تقدم فى الآية السابقة
مباشرة قول الله عز وجل:
- {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا
أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ}الرعد/
36.
ولم تذكر "مِنْ" كما فى آية البقرة رقم (120)؛
لأنها ـ أيضًا ـ غير مؤقتة بزمن كما فى آية القبلة.
|
|