أسماء القرآن الكريم
الفرقان
تكرر ذكر الفرقان
فى القرآن الكريم علمًا عليه، ومن أشهر مواضعه سورة كاملة سميت باسم
"الفرقان"،
وأوَّلها قول الله عز وجل:
- {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ
لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} الفرقان/1.
وهو عَلَمٌ على القرآن الكريم؛ مصدر "فَرَقَ"؛
بين الشيئين، إذا فصل بينهما، وسُمِّى به القرآن لأنه فَرَق بين الحق والباطل، وبين
المؤمن والمشرك. أو لأنه نَزَل مُفَرَّقًا مفصولًا بعضه عن بعض[1].
وذهب الراغب الأصفهانى إلى أن "الفرقان"
اسم لكلام الله عز وجل؛ سُمِّىَ بذلك لفَرْقِهِ بين الحق والباطل فى الاعتقاد، وذلك
فى القرآن والتوراة والإنجيل[2]،
واحْتَجَّ لذلك بقول الله عز وجل:
- {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ}
البقرة/53.
- {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ}
الأنبياء/48.
وإلى مثل هذا ذهب الأزهرى وغيره[3].
ولكن اشتراك الكتب السماوية الأخرى مع القرآن الكريم فى الوصف بالفُرْقان، هو إشارة
إلى الأصل الدلالى للمادة، أى الفرق بين الحق والباطل ولكن اسم الفرقان صار عَلَمًا
بالغَلَبة على القرآن الكريم بحيث لا يُفْهَم من اسم "الفرقان"
سوى أنه عَلَمٌ على القرآن، ولذلك عددته فى أسماء القرآن الكريم. والملمح الدلالى
المميز لهذا العلم هو معنى: الفصل والتمييز.
*****************************
[1]
الكشاف 3/80، واقتصر الزركشى على الوجه الأول (البرهان
1/280).
[2]
مفردات الأصفهانى (ف ر ق).
[3]
انظر: تهذيب اللغة، مقاييس اللغة، الصحاح، اللسان (ف ر ق).
|
|